تجربتي مع منظار القولون
تجربتي مع منظار القولون كانت ضرورية للكشف عن سبب الأعراض الهضمية التي كنت أعاني منها لفترة طويلة، كنت أشعر بالانتفاخ المستمر بعد تناول الطعام، وآلام البطن غير المفسرة، والتغيرات في حركة الأمعاء. هذا المقال هو خلاصة تجربتي مع منظار القولون، أكتبها لكم بكل تفاصيلها لتكون دليلًا لمن يفكر في إجراء هذا الفحص، ويشعر بالقلق حياله.
طلب مني الطبيب في البداية، إجراء منظار القولون بسبب الاشتباه في وجود التهابات مزمنة أو زوائد لحمية مسببة للأعراض، وربما قرح داخل القولون. ورغم قلقي الكبير من الفحص، وافقت بعد أن شرح لي الطبيب أهميته في التشخيص الدقيق، خاصة في حالات النزيف الدموي أو الآلام المزمنة أو فقر الدم غير المبرر، كما وضح لي الطبيب أن المنظار يمكن أن يعالج الزوائد اللحمية وأخذ عينة من القولون لتحليلها.
أعراض ما بعد منظار القولون
من خلال تجربتي مع منظار القولون، بعد الانتهاء من المنظار، بدأت تظهر بعض الأعراض الخفيفة، والتي علمت فيما بعد أنها شائعة بعد هذا الفحص، ومنها:
- لاحظت الشعور بانتفاخ البطن نتيجة الهواء الذي يُضخ داخل القولون أثناء الفحص.
- وشعرت أيضًا ببعض التقلصات الخفيفة، إلا أنها زالت بعد عدة ساعات.
- لم يكن هناك نزيف أو ألم شديد، ولكن أحسست بإرهاق عام في الجسم استمر حتى المساء، ثم عدت إلى طبيعتي.
من الضروري طمأنة من يخوض نفس التجربة أن هذه الأعراض طبيعية ولا تدعو للقلق، إلا إذا استمرت أكثر من 24 ساعة أو ظهرت أعراض شديدة كالحمى أو النزيف المستمر، حينها يجب الرجوع إلى الطبيب فورًا.
اقرأ أيضا: كيف يتم عمل منظار القولون
متى تظهر نتيجة منظار القولون؟
من الأسئلة التي راودتني خلال تجربتي مع منظار القولون، وفي الحقيقة، أخبرني الطبيب أن النتيجة الأولية تظهر مباشرة بعد الانتهاء من الإجراء، حيث يمكن للطبيب أن يرى حالة القولون أثناء الفحص. لكن إذا تم أخذ عينات “خزعات” من الأنسجة، فإن النتيجة النهائية تستغرق من 3 إلى 7 أيام للحصول على تحليل المختبر الكامل، بعد تحليل العينة.
في حالتي، قام الطبيب بأخذ خزعة من منطقة ملتهبة في القولون، وطمأنني بأن الأمر غالبًا التهابات بسيطة، وبالفعل بعد أيام قليلة ظهرت النتيجة وتبين أن الحالة ليست خطيرة، وبعدها تناقشت مع الطبيب في العلاج المناسب لحالتي.
هل يوجد تعب بعد منظار القولون؟
كان يشغلني هذا الأمر كثيرًا، لأنني كنت أعاني كثيرًا من الألم المستمر قبل إجراء المنظار، وكنت أريد إنهاء معاناتي مع الألم بأسرع وقت، يمكن القول أنه يوجد نوع من التعب الخفيف بعد الإجراء، خاصة إذا لم يُستخدم تخدير، كما يشعر المريض بإرهاق نتيجة الصيام الطويل قبل الفحص، وأحيانًا الإسهال الناتج عن المحلول المستخدم لتنظيف القولون قبل الإجراء.
اقرأ أيضا: تحضيرات منظار القولون
هل منظار القولون بنج كامل؟
أثناء تحضيري للفحص، سألت الطبيب ما إذا كان منظار القولون يحتاج إلى بنج كامل؟ وأوضح لي أن هناك خياران: تخدير خفيف (مهدئ عبر الوريد)، أو تخدير كلي في حالات معينة.
كما أخبرني أن اختيار نوع التخدير يعتمد على رغبة المريض، ومدى تحمّله، وحالته الصحية. 
هل هناك بديل عن منظار القولون؟
خلال تجربتي مع منظار القولون، سألت الطبيب عن إمكانية وجود بديل للمنظار، وتبين أن هناك ما يُعرف بـ”تنظير القولون الافتراضي”، والذي يتم عبر التصوير المقطعي (CT scan)، لكنه لا يسمح بأخذ خزعات أو إزالة الزوائد إن وُجدت، لذلك لا يُعد بديلًا مثاليًا في معظم الحالات، المنظار العادي يظل الأفضل من حيث الدقة، والإمكانية الفورية للعلاج أثناء الفحص، مثل إزالة الزوائد أو أخذ العينات.
من أين يدخل منظار القولون؟
من أكثر الأسئلة الشائعة التي سمعتها من بعض الأقارب بعد الفحص، لأن الأشخاص لا يستطيعون التخيل كيف يسير الأمر، وكيف يصل المنظار إلى القولون، والإجابة ببساطة أن الطبيب يدخل المنظار من خلال فتحة الشرج، ثم يمر عبر المستقيم وصولًا إلى القولون بأكمله، الأنبوب المستخدم مرن ودقيق جدًا، ويحتوي على كاميرا تنقل الصورة للطبيب على شاشة كبيرة، لرؤية أي تغييرات أو التهابات أو أورام داخل القولون.
في النهاية…
تجربتي مع منظار القولون كانت تجربة ناجحة رغم القلق والانزعاج في بداية الأمر، أهم ما خرجت به هو الاطمئنان على صحتي، والتشخيص الدقيق لما كنت أعاني منه. أنصح كل من يُطلب منه إجراء منظار القولون ألا يتردد، فالفحص بسيط وآمن، وقد ينقذ حياتك باكتشاف مشاكل خطيرة في وقت مبكر، كما أن اختيار الطبيب الماهر يهدأ من القلق، ويشعرك بالأمان، لذلك أنصحك بزيارة الدكتور/ هاني علي عبد الرحمن
- استشاري امراض الجهاز الهضمى والكبد بمستشفيات جامعة عين شمس.
- استشاري مناظير المعدة والقولون بمستشفيات جامعة عين شمس.
- أستاذ بقسم الباطنة ووحدة أمراض و مناظير الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب عين شمس.