هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟

تتكرر شكوى الكثير من المرضى من أعراض نفسية حادة، مثل: الخوف، القلق، نوبات الهلع، والتفكير السلبي المفرط، ويشارك كثير من المرضى في عدم وجود سبب ظاهر لهذه الأعراض، ومع تزايد الضغوط اليومية يحتاج الإنسان للبقاء هادئًا معظم الوقت والحفاظ على صحته النفسية ليستطيع إكمال يومه، وعند إجراء التحاليل اللازمة يُلاحظ لدى كثير من المرضى نقص نسبة فيتامين د بشكل ملحوظ، لذلك في هذا المقال نجيب باستفاضة عن جميع الأسئلة التي تشغل بالك في هذا الأمر، هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق فعلًا؟ ونكشف سويًا العلاقة بين نقص هذا الفيتامين والحالة النفسية، كما نروي تجربة حقيقية تأكد ذلك.
ما هو الفيتامين المسؤول عن الخوف والهلع؟
لا يوجد فيتامين واحد مسئول عن هذا الأمر وإن كان الفيتامين الأبرز هو فيتامين د، وسنشرح هذا بالتفصيل:
- فيتامين B12: من أهم الفيتامينات التي تنظم عمل الجهاز العصبي، ويساعد على الهدوء النفسي، ويحمي الشخص من تقلبات المزاج العنيفة التي تسبب القلق والخوف وقد يتطور الأمر إلى الاكتئاب.
- المغنيسيوم: من المعادن الهامة التي تساهم في تهدئة الأعصاب، وتحسين جودة النوم، ونقص المغنيسيوم يسبب اضطرابات في النوم والنوم المتقطع أيضًا من الأسباب الرئيسية للقلق.
- أوميجا-3: تساعد على تحسن المزاج وتقليل التوتر العام.
- فيتامين B6: يحافظ هذا الفيتامين على صحة الجهاز العصبي من خلال الحفاظ على السكر في مستوى ثابت، لذلك نقصه يزيد التوتر بشكل كبير.
- فيتامين د: يرتبط نقصه بزيادة الخوف والقلق والاكتئاب الحاد في بعض الحالات ونشرح ذلك فيما يلي:
لذلك إذا أردنا الإجابة عن: هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟ نجد الإجابة بالإيجاب، وهو شئ ملحوظ في كثير من المرضى
ما هو الفيتامين المسؤول عن الوسواس القهري؟
أسباب الوسواس القهري معقدة لدى كثير من المرضى ولا يمكن الجزم أن هنا فيتامين بعينه هو المسئول عن الوسواس القهري، لكن هناك بعض الفيتامينات الهامة التي يسبب نقص مستوياتها في الدم تدهور شديد في الحال، ومنها:
- الزنك: من المعادن الهامة التي يستخدمها الجسم في تكوين النواقل العصبية، لذلك نقصه قد يسبب تدهور حالات الوسواس القهري.
- المغنيسيوم: يساعد في تخفيف الأعراض الناتجة عن القلق الشديد ونقصه يسبب التوتر والنوم المتقطع.
- فيتامين B12: ضروري لصحة الجهاز العصبي، ونقصه يزيد من تدهور الحالة المزاجية للمريض.
- بعض العناصر الأخرى مثل: حمض الفوليك، وفيتامين C.
- فيتامين د: نقصه يؤثر على النواقل العصبية في الجهاز العصبي، وتزيد الأعراض بشكل كبير.
اقرأ أيضا: هل نقص فيتامين د يسبب تساقط الشعر
هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟
في البداية يجب أن نعرف دور فيتامين د في الجهاز العصبي، فهو لا يرتبط بصحة العظام والجهاز المناعي فقط ولكن يؤثر بشكل مباشر على كلًا مما يلي:
- يشكل فيتامين د دورًا هامًا في تنظيم الحالة النفسية، لأن إنتاج السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين -وهي نواقل عصبية مسؤولة عن الحالة المزاجية- إنتاجهما مرتبط بشكل مباشر بمستوى فيتامين د في الجسم.
- لذلك نقص مستوى فيتامين د يرتبط بنقص هذه المواد في الجسم مما يسبب الاكتئاب.
- كما أكدت العديد من الدراسات أن نقص فيتامين د المرتبط بفصل الشتاء وقلة التعرض لضوء الشمس المباشر يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب الموسمي.
- كما يتساءل البعض هل نقص فيتامين د يسبب التفكير السلبي؟ نعم، يرتبط نقص فيتامين د بالتفكير السلبي واضطرابات المزاج، وتشير الكثير من الدراسات إلى ـنم نقص فيتامين د يؤدي إلى: صعوبة في التركيز، تضخيم الأفكار السلبية أو الوسواسية، عندما ترى نفسك محاصرًا بالأفكار السوداوية دون سبب واضح، فكر في إجراء فحص فيتامين د فقد يكون هو السبب الرئيسي لهذه الحالة.
- كما يرتبط مستوى فيتامين د بتنظيم استجابة الجسم للتوتر، واتخاذ ردود أفعال هادئة، ودعم وظائف الدماغ العاطفية.
لذلك إذا كنت تسأل: هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟ فالإجابة نعم بلا شك.
هل نقص فيتامين د يسبب الشعور بالخوف؟
فيتامين د يلعب دور رئيسي في تنظيم عمل النواقل العصبية في الجهاز العصبي، وهذه النواقل مثل السيروتونين والدوبامين مسئولة بشكل مباشر عن التوازن العاطفي في لحظات الانفعال، وتنظيم الشعور بالخوف والقلق، وعند نقص فيتامين د تقل مستويات النواقل بالشكل الذي يسبب زيادة في استجابة الجسم للتوتر العصبي، وبالتالي تصبح المشاعر السلبية أكثر حدة، ويشعر الشخص بالخوف بشكل دائم، مع الشعور بأن شيئًا سلبيًا قد يحدث.
أعراض نقص فيتامين د النفسية
هناك بعض الأعراض النفسية المشتركة التي تظهر على الأشخاص المصابين بنقص فيتامين د، ومنها:
- الاكتئاب وتقلب المزاج بشكل حاد.
- إصابة الشخص بالاكتئاب الموسمي.
نوبات هلع مفرطة، والخوف الدائم وكأن شيئًا سلبيًا سيحدث دائمًا. - التفكير السلبي ورغبة في الانتحار.
- ضعف الذاكرة، وصعوبة في تذكر الأحداث التي حدثت بشكل واضح.
إذا ظهرت تلك الأعراض عليك بزيارة الطبيب بشكل عاجل، ومن الضروري إجراء تحليل لقياس مستوى فيتامين د، والبدء في العلاج فورًا، لذلك إذا كنت مصابًا بأحد الأعراض السابقة وتتساءل هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟ لا بد أن تعلم أن تأثيره على الحالة النفسية بشكل مباشر، فلا تتردد في بدء العلاج.
اقرأ أيضا: هل نقص فيتامين د يسبب الدوخة؟
كيف يتم علاج الخوف الناتج عن نقص فيتامين د؟
العلاج يبدأ أولًا بالتشخيص، لا بد من قياس مستوى فيتامين د في الدم لمعرفة نسبة النقص، ثم تبدأ رحلة العلاج التي تشمل:
- تناول فيتامين د بالجرعات التي يحددها الطبيب بناءًا على نسبة النقص، قد تكون يومية أو أسبوعية أو شهرية.
- لا بد من التعرض اليومي للشمس لمدة لا تقل عن خمسة عشر دقيقة.
- تناول الأطعمة المفيدة والتي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين د، ومنها: سمك السلمون، والحليب كامل الدسم.
- لا بد من اللجوء للعلاج النفسي خاصة إذا زادت حدة الأعراض النفسية وزادت الرغبة في الانتحار.
مع البدء في العلاج تبدأ الأعراض النفسية في الاختفاء بالتدريج، ومع الدعم النفسي يمكن أن تختفي بشكل كامل.
اقرأ أيضا:
أعراض نقص فيتامين د عند النساء
تجربتي مع نقص فيتامين د والاكتئاب
تروي إحدى السيدات التي تعافت من الاكتئاب تجربتها وتقول “كنت أعاني من الخوف والقلق بدون مبرر واضح، حتى مع زيارتي للطبيب النفسي لم يتحسن الأمر، حتى قمت بزيارة عيادة الدكتور/ هاني علي، فطلب مني إجراء تحليل فيتامين د، وكان يتردد في ذهني هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟ وعندما علمت أن مستوى فيتامين د منخفض، بدء الطبيب إعطاءي جرعات من فيتامين د، وبدأت الأعراض تتحسن بالتدريج مع العلاج النفسي”
وفي الختام…
السؤال الهام: هل نقص فيتامين د يسبب الخوف والقلق؟
الإجابة هي نعم، فهو ليس مجرد فيتامين أو عنصر غذائي، ولكنه منظم مهم للصحة النفسية والعصبية، وكذلك تنظيم الانفعالات العاطفية.
إذا كنت تعاني من الخوف والقلق فلا تتردد في زيارة عيادة الدكتور/ هاني علي، لخبرته الواسعة في علاج حالات نقص فيتامين د، ومع الانتظام في العلاج أقر المرضى بزوال الأعراض بشكل كامل.
المصادر: